يُثير ادعاءٌ انتشر على نطاق واسع حول “نسخة إثيوبية غير قانونية من الكتاب المقدس عمرها 500 عام” ضجةً على الإنترنت، زاعمًا أنها تكشف عن “معلوماتٍ مُرعبة عن الجنس البشري”[3][5][6][8]. ولكن ما حقيقة هذه الادعاءات المثيرة؟ هل يوجد حقًا نصٌّ مخفيٌّ يحمل حقائق صادمة، أم أنها مجرد خدعةٍ أخرى على الإنترنت؟
أناجيل غاريما: لمحة عن ماضي إثيوبيا المسيحي
رغم أن هذا الادعاء المنتشر قد يكون مضللاً، إلا أنه يشير بشكل فضفاض إلى نصوص دينية إثيوبية قديمة، وعلى الأرجح أناجيل غاريما[1][2]. هذه المخطوطات، المحفوظة في دير أبا غاريما في إثيوبيا، ليست “غير قانونية”، بل تُعتبر أقدم المخطوطات الإثيوبية الباقية، ومن أقدم المخطوطات المسيحية المزخرفة الكاملة في العالم[1][2].
تشير التقاليد الرهبانية إلى أن أول مخطوطتين لإنجيلي غاريما كُتبتا حوالي عام 500 ميلادي[1][2]. ويدعم التأريخ بالكربون المشع الحديث هذا، حيث يعود تاريخ عينات من غاريما 2 إلى الفترة ما بين 390 و570 ميلادي تقريبًا، وغاريما 1 إلى الفترة ما بين 530 و660 ميلادي تقريبًا[1][2]. كُتبت هذه الأناجيل باللغة الجعزية، وهي لغة سامية جنوبية قديمة كانت تُستخدم في مملكة أكسوم ولا تزال تُستخدم في الكنيسة الإثيوبية[1].
“معرفة مرعبة” أم معلومات مضللة؟
إن الادعاء بأن هذه النصوص تكشف عن “معرفة مرعبة” لا أساس له من الصحة. تحتوي أناجيل غاريما على الأناجيل الأربعة الرسمية، بالإضافة إلى مواد تكميلية مثل قوائم فصول الأناجيل[1]. تُعد هذه النصوص مصادر قيّمة لعلماء الكتاب المقدس، إذ تُقدم رؤى ثاقبة حول النسخة الإثيوبية من الأناجيل والنصوص البيزنطية المبكرة[1].
أصل ادعاء “المعرفة المرعبة” غير واضح، ولكن يبدو أنه تفسيرٌ مُبالغٌ فيه، ربما مرتبطٌ بنظريات مؤامرةٍ مُختلفةٍ على الإنترنت[3][5][6][8]. من المهم ملاحظة أن عمر المخطوطات ليس 500 عام، بل أقرب إلى 1500 عام[1][2].
تذكير بضرورة التعامل مع المطالبات بحذر
مع أن أناجيل غاريما تُعدّ بلا شك قطعًا أثرية تاريخية ودينية بالغة الأهمية، إلا أن الادعاء باحتوائها على “معلومات مرعبة” ينبغي النظر إليه بعين الريبة. فهو يُذكّرنا بضرورة تقييم المعلومات المنشورة على الإنترنت تقييمًا نقديًا، لا سيما تلك التي تنطوي على ادعاءات مثيرة وتفتقر إلى مصادر موثوقة.