في عام ١٩٦٩، اكتُشف في قرية صغيرة بمنطقة كيميروفو الروسية اكتشافٌ لا يزال يُثير الدهشة والتكهنات ونظريات المؤامرة. أثناء أعمال التنقيب في منجم فحم على عمق ٧٢ مترًا، زُعم أن عامل منجم عثر على تابوت رخامي قديم، بداخله جسد امرأة محفوظة تمامًا. تُلقب هذه المرأة الغامضة الآن بـ”أميرة تيسول”، وقد حيرت الباحثين والمشككين على حد سواء.
كانت الشابة مغمورة في سائل بلوري وردي، يبدو أنه حافظ على جسدها لقرون. بدت وكأنها نائمة فحسب: بشرة نقية، عيون زرقاء واسعة، خصلات وردية، شعر طويل، وفستان أبيض من الدانتيل. لا بد أن جمالها كان مذهلاً لدرجة أن شهود العيان الأوائل صُدموا وانبهروا في آن واحد.
ولكن عندما أُخرج السائل من التابوت، حدث تحلل سريع: بدأ جلده يتجعد ويغمق، في إشارة إلى أن السائل المجهول كان عنصرًا أساسيًا في عملية الحفظ. ولم يتمكن العلماء الذين استُشيروا لاحقًا من الإدلاء بتصريحات واضحة، أو لم يكونوا راغبين في ذلك.
حتى أن بعض التقارير تزعم أن عمر الاكتشاف 800 مليون سنة، وهو رقم مستبعد للغاية من الناحية العلمية، إذ يسبق ظهور أشكال الحياة البشرية المعقدة بفترة طويلة. ومع ذلك، يبقى السؤال: من هي أميرة تيسول حقًا؟ ولماذا ظل اكتشافها طي الكتمان حتى يومنا هذا؟
وفقًا لروايات شهود عيان، فُوِّضت المنطقة فور اكتشافها من قِبل الجيش، وأقسم جميع المعنيين على التكتم. وأُفيدَ بأن النعش والجثة نُقِلا بسرعة، ويُرجَّح أنهما نُقلا إلى موسكو لمزيد من الفحص. ولم تُعلن أي معلومات رسمية عن مكان وجود “الأميرة” منذ ذلك الحين.
سواء أكانت حقيقة أم خرافة، تظل قضية الأميرة تيسول واحدة من أكثر الأساطير الأثرية إثارةً في الحقبة السوفيتية. ولا يزال مزيج جمال القصص الخيالية، والغموض العلمي، وسريّة الدولة، يجعلها موضوعًا شائعًا للتكهنات والتوثيق والمنتديات الإلكترونية حول العالم.