اكتشف علماء الآثار مؤخرا مقبرة مصرية قديمة في مدينة الأقصر بجنوب مصر، وتحتوي على العديد من المومياوات المحفوظة بشكل جيد بشكل مثير للدهشة.
ورغم أن محتويات المقبرة وجدت في حالة ممتازة، إلا أن الباحثين يقدرون أن تاريخ المقبرة يعود على الأرجح إلى ما يقرب من 4000 عام.

خالد دسوقي/وكالة الصحافة الفرنسية/صور جيتي اكتشف علماء الآثار تابوتًا في مقبرة العساسيف.
داخل المقبرة، عُثر على تابوتين يحويان مومياوات في حالة شبه مثالية، وفقًا لموقع “التاريخ” . عُثر على كلا التابوتين داخل المقبرة نفسها في مقبرة العساسيف.
تقع مقبرة العساسيف بين المقابر الملكية في وادي الملكات ووادي الملوك. كانت موقعًا لدفن النبلاء والمسؤولين الذين عملوا عن كثب مع الفراعنة.
في أحد التوابيت، عثر الباحثون على مومياء أنثى ربما كانت تُسمى سابقًا “تويا”. ووفقًا لبيان صادر عن مسؤول بالوزارة، لا يزال التحقيق جاريًا لمعرفة هوية الأنثى، لكنهم يعتقدون أن عمرها حوالي 3000 عام.

خالد دسوقي/وكالة الصحافة الفرنسية/صور جيتي التابوت الذي يحتوي على مومياء محفوظة جيدًا لامرأة تدعى “تويا”.
ويحتوي التابوت الثاني على ما يعتقد علماء الآثار أنه مومياء الكاهن المعروف باسم ثاو-إر-خت-إف، الذي أشرف على تحنيط عدد من الفراعنة في معبد موت بالكرنك.
وقال وزير الآثار الدكتور خالد العلاني، إن “التابوت الأول كان على الطراز الريشي، والذي يرجع إلى الأسرة السابعة عشرة، بينما التابوت الآخر كان من الأسرة الثامنة عشرة”.
ويعتقد أن القبر نفسه يعود إلى الأسرة الثامنة عشرة، التي امتدت من حوالي 1550 قبل الميلاد إلى 1300 قبل الميلاد. وأفرزت الأسرة الثامنة عشرة بعضًا من الفراعنة الأكثر شهرة، مثل توت عنخ آمون ورمسيس الثاني.
خالد دسوقي/وكالة الصحافة الفرنسية/صور جيتي تم اكتشاف مجموعة من المومياوات في مقبرة العساسيف.
وقال الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار مصطفى وزيري في 24 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، إن اكتشاف المقبرة والتوابيت تم على يد الفريق الأثري الذي يعمل في هذا الموقع منذ مارس/آذار 2018.
ويأتي هذا الاكتشاف بعد إعلان الحكومة المصرية عن سلسلة من الاكتشافات الأثرية المقبلة، والتي من شأنها جذب السياحة إلى البلاد.
وفي وقت سابق من نوفمبر/تشرين الثاني، أعلن العلاني أنه سيكون هناك ثلاثة اكتشافات أثرية كبرى من المقرر الإعلان عنها قبل نهاية عام 2018.
وتقول التقارير إن الحكومة المصرية تأمل أن تساعد الاكتشافات مثل هذا الاكتشاف والاكتشافات الأخرى التي تم الإعلان عنها بالفعل في تحسين صورة البلاد وجذب المزيد من الزوار.
وفي أعقاب الانتفاضة السياسية التي شهدتها المنطقة العربية عام 2011، والتي شهدت أعمال عنف واسعة النطاق وأدت في النهاية إلى الإطاحة بالحكومة المصرية، شهدت البلاد بطبيعة الحال انخفاضًا في السياحة.
لكن المسؤولين المصريين يعتقدون أن هذه الاكتشافات قد تكون قادرة على تحفيز السياحة المصرية مرة أخرى.

خالد دسوقي/وكالة الصحافة الفرنسية/صور جيتي صورة مقربة لتابوت “تويا”.
ورغم اكتشاف مقابر أخرى ضمن هذا المشروع، إلا أن هذه هي المرة الأولى التي تفتح فيها السلطات المصرية تابوتًا قديمًا أمام وسائل الإعلام الدولية.
وبفضل اكتشاف تاريخي مثل هذا، فمن الممكن أن تحظى الحكومة المصرية باهتمام إعلامي إيجابي تسعى جاهدة لتحقيقه، وربما تصبح البلاد بالفعل وجهة سياحية ساخنة مرة أخرى.