تظل بعثات أبولو إلى القمر من أهم الإنجازات في تاريخ البشرية. فقد قدمت هذه البعثات اكتشافات علمية قيّمة حول جيولوجيا القمر وبيئته وإمكانيات استكشافه في المستقبل. ومع ذلك، على مر السنين، ظهرت العديد من نظريات المؤامرة والروايات غير المؤكدة، التي تتكهن باكتشافات خفية تحققت خلال هذه البعثات. وتدور إحدى أكثر القصص غموضًا وإثارة للجدل حول اكتشاف مزعوم لامرأة من خارج كوكب الأرض خلال إحدى بعثات أبولو التابعة لناسا.

تشير القصة إلى أنه خلال إحدى مهمات أبولو – التي يُربط ارتباطًا وثيقًا بأبولو 20 – عثر رواد الفضاء على مركبة فضائية قديمة مجهولة المصدر على الجانب البعيد من القمر. هذه المركبة، التي يُعتقد أنها من أصل فضائي، احتوت على بقايا ما يبدو أنه كائن أنثوي بشري. يُقال إن هذا الكائن كان محفوظًا جيدًا، وأظهر علامات على تكامل تكنولوجي متقدم في بنيته البيولوجية. تشير بعض روايات القصة إليها باسم “الموناليزا”، وهو اسم يُفترض أن رواد الفضاء الذين عثروا عليها أطلقوه عليها.
تعود أصول هذه الأسطورة إلى مقاطع فيديو ووثائق مسربة، يُزعم أنها من موظفين متقاعدين في ناسا، ظهرت على الإنترنت في أوائل القرن الحادي والعشرين. ومن أبرز الشخصيات المرتبطة بهذا الادعاء ويليام راتليدج، الذي يُزعم مشاركته في مهمة أبولو 20 السرية. ووفقًا لروايته، أطلقت ناسا، بالتعاون مع الاتحاد السوفيتي، مهمة سرية لاستكشاف سفينة فضائية مهجورة ضخمة اكتُشفت على سطح القمر. وداخل هذه السفينة، يُزعم أن رواد الفضاء عثروا على جثة امرأة فضائية، بالإضافة إلى نقوش هيروغليفية فضائية وآثار أخرى تشير إلى وجود حضارة قديمة.
يصف روتليدج الكائن بأنه ذو جمجمة مستطيلة، وعينين كبيرتين لوزيتين، ومظهر بشري. وقيل إن جسده كان مغلفًا جزئيًا بمادة غير معروفة تشبه الراتنج، والتي ربما استُخدمت كآلية حفظ. كما تشير الأوصاف إلى أنه كان لديه غرسات سيبرانية متطورة، مما يُشير إلى حضارة أتقنت التعزيزات الحيوية الميكانيكية بما يتجاوز القدرات البشرية بكثير.
على الرغم من الطبيعة المثيرة للاهتمام لهذه القصة، لا يزال المجتمع العلمي متشككًا للغاية. لا يوجد دليل مؤكد من وكالة ناسا أو أي وكالة فضاء موثوقة يدعم ادعاء مهمة أبولو ٢٠ أو اكتشاف كائنات فضائية. تشير السجلات الرسمية إلى أن برنامج أبولو انتهى بمهمة أبولو ١٧ عام ١٩٧٢، دون أي رحلات قمرية مأهولة أخرى.
يجادل العديد من المشككين بأن مقاطع الفيديو والصور المرتبطة بالقصة مُفبركة على الأرجح، ربما باستخدام صور حاسوبية قديمة أو مؤثرات عملية. إضافةً إلى ذلك، تم التشكيك في شهادة ويليام راتليدج، إذ لا يوجد دليل موثق على تورطه مع ناسا.
رغم غياب الأدلة القاطعة، لا تزال قصة المرأة الفضائية حاضرة، ملهمةً الكتب والأفلام الوثائقية والنقاشات في أوساط المهتمين بالأجسام الطائرة المجهولة ونظريات المؤامرة. وتتوافق فكرة أن حضارات فضائية قديمة ربما زارت القمر أو حتى سكنته مع فرضية رواد الفضاء القدماء الأوسع نطاقًا، والتي تشير إلى أن الكائنات الفضائية قد أثرت على التاريخ البشري لآلاف السنين.
بينما لا تزال أسطورة المرأة الفضائية التي عُثر عليها على القمر قصةً غير مؤكدة ومثيرة للجدل إلى حد كبير، إلا أنها لا تزال تأسر خيال الكثيرين. سواءً أكانت خدعة، أم تفسيرًا خاطئًا لشذوذات قمرية، أم حقيقةً خفيةً حقيقية، يبقى اللغز قائمًا كواحدٍ من أكثر نظريات المؤامرة الفضائية إقناعًا. وإلى أن تظهر أدلةٌ دامغة، ستبقى هذه القصة في خانة التكهنات والخيال العلمي بدلًا من أن تكون حقيقةً علمية.